لغة الحيوان
حينما تراقب الحيوان والطير والحشرات فإنك تسمع أصواتاً تختلف من حيوان إلى آخر . فالحصان يصهل، والحمار ينهق، والغراب يُنعق فما سر هذه الأصوات؟
لقد ثبت العلماء أن لكل نوع من أنواع الحيوانات أصواتاً وحركات خاصة يتعامل بها مع أبناء جنسه ، وهذه الأصوات والحركات تشبه اللغة.
فَالدجاجةُ تُصْدِرُ أصواتاً خاصةً فَتَرَى صغارها قد أقْبَلَتْ مسرعةً تَلْتَقِطُ الحِبُّ ثم تُصْدِرُ الدجاجة الأم أصواتاً أخرى مخالفة للأصوات السابقة فَيَرْجِعُ الصَّغَارُ دونَ تَبَاطُوْ والنحلة إذا عثرت على حقل مُزهر ترجع إلى الخلية وترقص رقصة خاصة فيندفع النحل خلفها ويتبعها إلى الحديقة التي عثرت عليها .
من وفاء الحيوان
كان لأحد الفرسان جواد رباه في بيته، وتعهده بالرعاية مُنْذُ صِغَرِهِ فنشأ الجوادُ عَالِيَ القامة قوي الأرجل سريع الجري كان الفارس يمتطي جواده في المعارك وكان الجواد يعود به من كل معركة ظافراً منتصراً كان الفارس يرعى جوادة غاية الرعاية ولهذا أحب الفارس جواده وأحب الجواد صاحبه . وذات يوم خرج به الفارس ، وكان الأعداء يُراقبون حركته من بعيد ، فأعدوا له كميناً وأسروه ثم انهالوا عليه ضرباً حتى غُشِيَ عليه . وأخذه أعداؤه وقيدوا يديه ورجليه وربطوه في شجرة ربطاً محكماً ، وربطوا الجواد إلى جواره تألم الفارس وأصبح يُين حزن الجواد للفارس، فلم يَهْدَأَ وَأَخَذَ يَجْذِبُ رباطه حتى نَزَعَه، ثم تقدم نحو صاحبه يحاول فك الحبال وبذل جهداً كبيراً حتى تساقطت أسنانه ولكنه نجح أخيراً . ثم أسرع فحمل فارسه من حزامه ، ومضى به وهو في غاية التعب حتى وصل به إلى داره . وهناك وقع الجواد على الأرض من شدة التعب يقول : لا بأس لقد أديت واجب الوفاء نحو صاحبي.